مرض جلد الدجاجة: هل يمكن علاجه منزلياً؟  06-06-2023

النقرس: الأعراض، الأسباب، طرق العلاج

تحاليل الروماتيزم

تطول قائمة أمراض العظام التي يمكن أن تصيب مختلف الفئات العمرية، ومن بين هذه الأمراض التهابات المفاصل بأنواعها، حيث يعد داء النقرس من أكثر مشاكل التهابات العظام تعقيداً. نسلط لك الضوء في هذا المقال من طيب على كل ما تريد معرفته عن مرض النقرس وكيف يمكن علاجه، إلى جانب بعض الأمور الهامة، مثل نبذة شاملة والأعراض، إضافة إلى الأسباب وطرق العلاج والمزيد!

ما هو مرض النقرس؟

مرض النقرس (بالإنجليزية: Gout) أو داء الملوك هو التهاب مفاصل معقد يصيب الرجال والنساء دون فئة عمرية محددة، ويشعر مصاب النقرس بنوبات من الألم المفاجئ والحادة نوعاً ما، إلى جانب التورم حول المفصل والاحمرار، وعند لمس المفصل المصاب، يشعر المريض بالألم. ويجدر بالذكر أن المكان الأكثر عرضة للإصابة بمرض النقرس هو إصبع القدم الأكبر.

تحدث نوبة النقرس بالعادة فجأة، وفي الغالب قد يوقظ الألم المريض أثناء النوم، إذ يشعر المريض بالحرارة والتورم والألم الشديد بمجرد لمس المفصل المصاب. 

أعراض النقرس

تختلف أعراض مرض النقرس في حدتها ومدى تكرارها حسب حالة المريض

قد تظهر أعراض مرض النقرس تارةً وتختفي تارةً أخرى، ولكن هناك بعض الأعراض التي تظهر بشكلٍ مفاجئ، عادة ما تشتد هذه الأعراض في الليل، ومنها: 

  • ألم شديد في المفاصل: حيث يؤثر هذا المرض غالباً على إصبع القدم الأكبر، وقد يصيب أي من المفاصل في الجسم، وتشمل المفاصل المعرضة للإصابة الكاحلين أو الركبتين أو المرفقين أو المعصمين، إلى جانب أصابع اليدين. تجدر الإشارة إلى أن الألم يصل إلى أقصى درجاته بعد بدايته بنحو أربع إلى 12 ساعة
  • عدم الارتياح: عند اختفاء الألم الشديد أو هدوءه، يستمر المريض بالشعور بعدم الراحة في عدة مفاصل لمدة قد تبدأ من عدة أيام وتصل إلى عدة أسابيع في بعض الأحيان، ومن المتوقع أن تستمر نوبات عدم الارتياح لفترة طويلة
  • الالتهاب والاحمرار: تتأثر المفاصل المصابة بمرض النقرس ببعض الأعراض المؤلمة، مثل التورم والحرارة في موقع المفصل مصحوبة باحمرار الجلد
  • فقدان إمكانية التحرك: حيث أن تفاقم حالة النقرس تؤدي إلى صعوبة التحرك بشكلٍ طبيعي

أسباب النقرس

تعتبر اللحوم الحمراء من الأغذية العالية بالبيورينات والتي تزيد من حدة النقرس

تتنوع وتختلف أسباب مرض النقرس من شخص إلى آخر، حيث يتشكل مرض النقرس عند حدوث تراكم في بلورات أملاح اليورات الكائنة في المفاصل، مما يؤدي إلى الالتهابات والألم الحاد والشديد الذي يصاحب مرض النقرس. تتكون بلورات أملاح اليورات عند توافرها في حمض اليوريك بمستويات مرتفعة في الدم، حيث ينتج الجسم حمض اليوريك عند تكسير البيورينات، وهي المواد الموجودة بصورة طبيعية في الجسم.

أما عن الأسباب المباشرة التي تتسبب بالإصابة بمرض النقرس، فتشمل وجود الأملاح المذكورة آنفاً بكثرة، أي عند تناول الأطعمة التي تحتوي عليها، ومن أبرز أنواع الأطعمة التي يمكن العثور على هذه الأملاح فيها بكثرة هي اللحوم الحمراء والكبد والأحشاء الداخلية، إلى جانب المأكولات البحرية التي تكثر فيها البيورينات، مثل سمك الأنشوجة والمحار والسردين والتونة والسلمون المرقط، ناهيك عن توفره في المشروبات الكحولية، وعلى وجه الخصوص المشروبات الكحولية، إلى جانب المشروبات المحلاة بالسكر والتي تزيد من حمض اليوريك.

لا يتسبب تناول الأغذية المذكورة بالإصابة بمرض النقرس في الحالات والظروف الطبيعية، حيث يتحلل حمض اليوريك المتواجد في هذه الأغذية في الدم ويمر من خلال الكلى ويخرج من الجسم عن طريق البول. لكن، في بعض الأحيان، يقوم الجسم بإنتاج كميات مفرطة من حمض اليوريك، أو تصبح الكلى غير قادرة على التخلص من هذه الكميات بسهولة وترشيحها إلى خارج الجسم، وفي هذه الحالة، يتراكم حمض اليوريك ويكون بلورات اليورات التي تُحدث ألماً شديداً أشبه بوخز الإبر في المفاصل أو الأنسجة التي تحيط به.

ما هي مضاعفات مرض النقرس؟

تختلف حالات النقرس التي يعدها البعض من مراحل تطور مرض النقرس، وهي:

  • النقرس الذي قد يتكرر عدة مرات في السنة الواحدة 
  • النقرس المتقدم الذي ينتج عن عدم اتباع العلاج المناسب، مما يكون ترسبات من بلورات أملاح اليورات تحت الجلد في العُقيدات التي تُسمى الرواسب الرملية 
  • تجمع الحصوات في الكلى والمسالك البولية

عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بمرض النقرس

عند ارتفاع معدل حمض اليوريك في الجسم، تزداد احتمالية الإصابة بمرض النقرس، وهناك العديد من العوامل التي تزيد من معدل حمض اليوريك في الجسم، ومنها:

الوزن:

يعد وزن الجسم المرتفع مع أبرز عوامل خطورة الإصابة بمرض النقرس، ففي حال زيادة وزن الجسم عما هو طبيعي، ينتج الجسم حمض اليوريك بكثرة، وبالتالي يصعب على الكلى التخلص من هذا الحمض.

النظام الغذائي السيء:

يزيد النظام الغذائي الذي يركز على اللحوم الحمراء والمحاريات والمشروبات المحلاة من معدلات الحمض، ومن بعدها زيادة احتمالية الإصابة بالنقرس، ودعنا لا ننسى أن شرب الكحوليات يجعل الفرد أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض.

بعض الحالات الطبية:

تعمل بعض الحالات الطبية والأمراض على زيادة احتمالية الإصابة بالنقرس، ومن أبرز هذه الأمراض هو ارتفاع ضغط الدم، والأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة المفرطة ومتلازمة التمثيل الغذائي أو كما تعرف باسم الأيض، إلى جانب كل من أمراض القلب والكلى.

تناول أدوية معينة:

تسبب بعض جرعات الأسبرين وعدة أدوية تستخدم بهدف ضبط ارتفاع ضغط الدم، مثل مدرات ثيازيدية وحاصرات مستقبلات بيتا ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، إلى جانب العقاقير الطبية المضادة لرفض الأعضاء التي توصف بعد عمليات زرع الأعضاء بزيادة معدل حمض اليوريك، مما يزيد من عوامل خطر الإصابة بالنقرس. 

التاريخ العائلي:

قد يزيد التاريخ العائلي نسبة الإصابة بمرض النقرس في حال أُصيب أحد أفراد العائلة بهذا المرض.

العمر والجنس:

يجدر بالذكر أن نسب الإصابة بالنقرس تزداد بين الرجال دون النساء، وذلك بسبب انخفاض معدلات حمض اليوريك عند النساء. مع ذلك، فإنه بعد انقطاع الطمث، تتقارب معدلات الإصابة بالنقرس بين النساء والرجال، كما يجب التنويه إلى أن الرجال قد يصابون بالنقرس في سن مبكرة، أي بين 30 و50 عاماً، في حين تُصاب النساء به بعد انقطاع الطمث.

إجراء العمليات الجراحية أو تلقي الإصابات الحديثة:

يمكن أن تزيد العمليات الجراحية أو بعض الإصابات الحديثة من نسبة الإصابة بالنقرس.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب الاتصال بالطبيب في حال الشعور بالألم المفاجئ في أحد مفاصل الجسم، حيث يمكن أن يؤدي تفاقم مرض النقرس عند عدم علاجه إلى الألم الشديد وتلف في المفاصل، لذا، يجب الحصول على الرعاية الطبية فور الإصابة بالحمى أو الشعور بالتهاب والسخونة في المفصل.

يتم تشخيص مرضى النقرس بناءً على الأعراض المذكورة سابقاً، وأيضاً على مظهر المفصل، ويجدر بالذكر أن الاختبارات التي تساعد على تشخيص النقرس منوعة، وهي:

  • فحص الدم، إذ يوصي الطبيب بإجراء اختبار الدم بهدف قياس مستويات حمض اليوريك الذي يجري في الدم، ومع ذلك قد تكون النتائج غير دقيقة في بعض الأحيان، وذلك لأن بعض الأشخاص لديهم مستويات عالية من هذا الحمض ولا يصابون بمرض النقرس على الإطلاق
  • اختبار سائل المفصل وهو فحص يجري من خلال سحب السائل باستخدام إبرة من المفصل المصاب، ويمكن التأكد من بلورات اليورات عند فحص السائل باستخدام المجهر
  • الأشعة السينية، يساعد تصوير المفاصل بواسطة الأشعة السينية الكشف عن التهاب المفصل بالنقرس أو أسباب أخرى 
  • الألتراساوند أو كما يعرف باسم التصوير بالموجات فوق الصوتية، ويكشف هذا الفحص بلورات اليورات في المفصل المصاب أو في ترسبات حمض اليوريك
  • التصوير المقطعي المحوسب، ويجمع هذا الفحص بين العديد من صور الأشعة السينية من عدة زوايا يظهر فيها بلورات اليورات في المفاصل

علاج النقرس

يمكن للمريض اللجوء لعدد من الأدوية والعلاجات المنزلية التي تقلل من شدة أعراض النقرس

عند الإصابة بالنقرس والبحث عن العلاج المناسب، يجب التنويه إلى أن هناك نوعين من الأدوية يجب تناولها من أجل علاج مرض النقرس نهائيا، حيث يركز هذان النوعان على مشكلتين مختلفتين، إذ يعمل الأول على التقليل من الالتهاب والألم الذي يصاحب النقرس، أما الثاني فيركز على الوقاية من مضاعفات النقرس عبر خفض كمية حمض اليوريك في الدم.

ويتم اختيار نوع الدواء الأمثل حسب حالة المريض، واعتماداً على مدى تكرر الأعراض خلاس السنة كما درجة حدتها، وفي حال كان المريض يعاني من أي مشكلات صحية أخرى.

أما عن أبرز الأدوية التي تعتبر علاجاً للنقرس والتي تعمل على الوقاية من نوبات النقرس ما يلي:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وتشمل هذه المضادات خيارات الأدوية التي يمكن صرفها دون وصفة طبية، بما فيها مثل الإيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم، إلى جانب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تعد الأكثر فعالية ويتم صرفها بوصفة طبية، مثل الإندوميثاسين أو السيليكوكسيب، ويجدر بالذكر أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هذه قد تسبب آلاماً في المعدة وقرحة ونزيف
  • دواء كولشيسين، وقد يصف الطبيب هذا الدواء الذي يعد من المسكنات التي تساعد على الحد من آلام مرض النقرس بشكل سريع وفعال. ومع ذلك، هناك بعض الآثار الجانبية للدواء، بما فيها الغثيان والقيء والإسهال
  • الكورتيكوستيرويدات، وقد يخفف هذا الدواء من التهاب النقرس ويحد من الألم المصاحب له، وقد يُوصف بصورة أقراص أو حقن في المفصل المصاب، ومن الآثار الجانبية للدواء هي تغير الحالة المزاجية وزيادة في مستويات السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم

تعد هذه أبرز طرق علاج النقرس بالأدوية، أما إذا واجه المريض نوبات النقرس بشكل متكرر كل عام، أو في حال قلة الإصابة بنوبات النقرس مع الشعور بألم كبير، فقد يوصي الطبيب ببعض الأدوية التي تعمل على تقليل خطر حدوث المضاعفات التي ترتبط بالنقرس. عدا عن ذلك، في حال وجود أضرار من النقرس أو الإصابة بالراسب الرملي أو بعض أمراض الكلى المزمنة أو حتى حصى الكلى، فقد توصف بعض أدوية التي تعمل على خفض معدلات حمض اليوريك في الجسم، ومنها: 

  • أدوية خفض إفراز حمض اليوريك، مثل عقاقير ألوبيورينول وفيبوكسوستات التي تحد من نسب حمض اليوريك في الجسم، وتشمل الآثار الجانبية لعقار ألوبيورينول الحُمى والتهاب الكبد والطفح الجلدي ومشاكل في الكلى، كما وتشمل الآثار الجانبية لعقار فيبوكسوستات الغثيان والطفح الجلدي وانخفاض وظائف الكبد، وفي بعض الأحيان الوفاة لأسباب قلبية
  • أدوية التخلص من حمض اليوريك، مثل البروبينيسيد القادرة على إخراج حمض اليوريك من الجسم، وتشمل الآثار الجانبية لها الطفح الجلدي وحصى الكلى وآلام المعدة

الوقاية من النقرس

يمكن الوقاية من النقرس بسهولة عند تغيير نمط العادات اليومية، كما تستخدم بعض العلاجات المنزلية للوقاية منه، فعلى الرغم من أن الأدوية من أكثر الطرق فعالية لعلاج النقرس، تعمل خيارات نمط الحياة الصحية على الحد من نسبة الإصابة من النقرس، ومن أبرز الأمور التي يمكن فعلها للحد منه ما يلي: 

  • شرب المشروبات الصحية فقط، وينصح بعدم شرب الكحوليات أو مشروبات الفركتوز المحلاة بسكر الفاكهة وشرب الكثير من السوائل النافعة وعلى وجه الخصوص الماء
  • اتباع حمية صحية خالية من البيورينات بنسبٍ عالية، أي الحد من تناول اللحوم الحمراء ولحوم الأعضاء، مثل الكبد، والمأكولات البحرية الغنية بحمض البيورينات مثل الأنشوجة والمحار والسردين والتونة والسلمون المرقط. بدلاً عن ذلك، ينصح بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم التي تعد مصدر أفضل للبروتين 
  • ممارسة الرياضة بانتظام وتخفيف الوزن، حيث يساعد وزن الجسم الصحي على الحد من نسبة الإصابة بمرض النقرس، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات الهوائية مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إجهاد المفاصل

كان هذا كل ما لدينا عن مرض النقرس، احرص على الانتباه دوماً لحميتك الغذائية والحد من تناول الأطعمة الغنية بحمض اليوريك. يمكنك تحميل تطبيق طيب اليوم وحجز موعد لاستشارة الطبيب في حالة شعورك بأي من أعراض النقرس المذكورة سابقاً في هذا المقال!

www.taibsa.com